سلسبيل للتوظيف والتعليم
التوجيه المدرسي خصائصه ومهامه وأهميته في المؤسسة التعليمية
1- مفهـوم التوجيـه وأهميتـه :
للتوجيـه تعريفات متعـددة ، يمكن حصرها في أن التوجيه المدرسي هو مساعدة التلميذ على تنمية طاقاته واستعداداته ومواهبه لأقصى درجة ممكنـة لإعداده لمستقبله ولتحقيق التوافق التربوي.كما أنه فعل تربوي يأتي نتيجة لمسار طويل ومعقد يرتكز على جملة من العناصر المتداخلة والمتفاعلة ، خاصة القدرات والكفاءات والميولات والطموحات الفردية من جهة ، ومتطلبات المسار الدراسي ومشاكله من جهة أخرى ، والتي يقتضي الأمر التوفيق بينهما ، ومن هنا نستطيع أن نقول بأن التوجيه المدرسي السليم هو العملية التي يقوم بها المختصون في التوجيه لغرض مساعدة التلاميذ على إختيار نوع الدراسة الملائمة لهم ، والتي تتفق وميولاتهم واستعداداتهم قصد التكيف والنجاح فيها ، وبهذا فإنه يكتسي أهمية كبيرة في حياة التلميذ ومتطلبات المجتمع معـا ، وتزداد أهمية هذه العملية أي التوجيه المدرسي عند متابعة البعض من التلاميذ لدراسة لا يصلحون لها ، والخسارة التي قد تصيب المجتمع بعد ذلك ، كما تظهر أهمية التوجيه المدرسي في إسعاد التلميذ وإشباع حاجاته وتنمية مواهبه ، وبالتالي توافقه مع نوع الدراسة التي وجه إليها.
2- التعريف بمستشار التوجيه المدرسي والمهني:
مستشار التوجيه المدرسي هو أحد موظفي قطاع التربية والتعليم ، يسهر على تنفيذ برنامج التوجيه المدرسي المسطر من طرف مديرية التقويم والتوجيه والإتصال ، وهي أحد هياكل وزارة التربية الوطنية ، وقد عرفه المختصون على أنه : (( المسؤل الأول على تنفيذ عملية التوجيه المدرسي والمهني ،وهو مختص فيالتوجيه ، ويعتبر من أقدر الناس وأكفأهم على جمع كافة المعلومات حول الطالب المراد توجيهه واستغلاله باعتماد مبادئ وتقنيات علم النفس )).
وقد عين مستشار التوجيه بصفته عضوا في الفريق التربوي للمؤسسة الثانوية بمقتضى المنشور الوزاري رقم219 :/1241/91 المؤرخ في 18 ديسمبر 1991. ولمستشار التوجيه المدرسي و المهني مكتب بالثانوية مجهـز بكل الوسائل التي يحتاجها في مجال عمله ، وله مقاطعة للتدخل تتكون من مجموعة من المتوسطات ضمن مقاطعة تدخله وتقدم له جميع التسهيلات عند القيام بعمله من الإطلاع على ملفات التلاميذ و علاماتهم ومعدلاتهم وكل ما يتعلق بمسارهم الدراسي .
ومن اهم الاعمال التي يقوم بها مستشار التوجيه بالمؤسسة الى جانب العملية التوجيهية المشار اليها سابقا .
-الإعــلام :
هو كافة أوجه النشاطات الإتصالية، التي تستهدف إبلاغ الجمهور بكافة الحقائق الأخبار، والمعلومات عن القضايا، والموضوعات والمشكلات ،ومجريات الأمور ، مما يؤدي إلى خلق أكبر درجة من المعرفة والوعي والإدراك والإحاطة الشاملة ، لدي فئات المتلقين للمادة الإعلامية ، كما يمكن تعريف الإعلام بكونه مجموع الوسائل والطرق التي تضمن التواصل بين المجتمع و المؤسسة التعليمية.
أما الإعلام المدرسي فهو عملية تربوية ومتواصلة ، تخدم التوجيه الأنجع للتلميذ ، وتساهم في تكوينه الفكري والثقافي ، ويتم بواسطة هذه العملية نقل المعلومات، لفرد أو جماعة بهدف تعديل أو تنظيم نشاطات هذا الفرد أو هذه الجماعة.
كما يعتبر الإعلام المدرسي الركيزة الأساسية التي يبنى عليها نجاح التوجيه المدرسي ، حيث يمكن التلميذ من اكتساب مجموعة من المعارف والمعلومات الدراسية والمهنية ، التي تنمي قدراته ومهارته ، وتساعده على اتخاذ القرارات السليمة في بناء مشروعه المدرسي ، فهو وسيلة يتعرف من خلالها التلميذ على المنطلقات والمنافذ المدرسية والمهنية ، ومستلزمات كل شعبة في التعليم الثانوي وفروعها وتخصصاتها غي التعليم العالي.
واجمالا نقول أن الإعلام يهدف إلى تنظيم وتفعيل المسار الدراسي للتلميذ بتحقيق الموافقةو الملائمة بين طموحاته المهنية ونتائجه المدرسية وتكوينه في مجالي البحث الفردي والجماعي ، كما يوفر له إجابات عن التساؤلات التالية :
- ما هي المؤسسة التربوية (التعليمية) وقواعد سيرها ؟
- من هم الأشخاص الذين يعملون فيها ؟
- ما هو دور كل منهم ؟
- لماذا نذهب إلى المدرسة؟
- ما هي مدة الدراسة ؟
- ما هي خطوات و مراحل الإنتقال من مستوى لأخر ؟
- من يقرر هذه الإجراءات ؟
- كيف يمكن تحقيق النجاح ؟
- بم نختتم الدراسة ؟
- ما الذي يمكن فعله بعد الدراسة ؟
- ما هي المهن أو الحرف التي يمكن الإلتحاق بها ؟
- كيف يتم الإختيار ؟
- كيف يتم التوجيه ؟
إلى أخره من الأسئلة أو التساؤلات ..
و يعد مستشار التوجيه بحكم وظيفته المنتج الأول للإعلام في المؤسسة التربوية ، ينبغي عليه أن يبلغ المعلومات التي بحوزته إلى التلاميذ ، والمتعاملين التربويين وأولياء التلاميذ ، وأن يسهر على إثراء خلية الإعلام والتوثيق بكل السندات التي تتضمن معلومات مفصلة عن المنافذ الدراسية والمهنية حسب القطاعات والمستويات الدراسية سواء المؤسسات التعليمة أو الخاصة بشأن :
- المسارات التكوينية
- المنافذ المهنية.
- التكوينات المستمرة.
- التربصات ....الخ.
1-1- الطرق والإمكانيات المستعملة لتبليغ الإعلام :
1-1-1- عندما يتوجه الإعلام للتلميذ :إذا كان الأمر يتعلق بمعلومات محددة ، لا تستدعي تساؤلات أو استفسارات يستحسن اللجؤ إلى الحصص الإعلامية?
الجماعية ، واستعمال ملصقات كبيرة تعلق في أماكن استراتيجية في المؤسسة التعليمية بحيث تكون على مرأى الجميع.
إن تعلق الأمر بمعلومات موسعة ومفصلة ، يفضل تنظيم لقاءات مع أفواج صغيرة لتنشيط النقاش و الحوار فيها بصفة أسهل?
إذا كشفت نتائج استغلال استبيان الميول والاهتمامات أن الإعلام المقدم لم يتم استيعابه بصفة جيدة ، فيمكن تنشيط أفواج صغيرة أو تنظيم مقابلات فردية مع التلاميذ المعنيين.
إدا كانت المعلومات معقدة ودقيقة مثلا عناوين المؤسسات التكوينية ،أو شروط الإلتحاق بمسارات دراسية.فيستحسن الإستعانة بسندات إعلامية ( مطويات، استمارات ....) توزع على التلاميذ.
إذا كان الهدف من الإعلام يتمثل في تحسيس التلاميذ،بالعلاقة الموجودة بين مهنة ما والمكتسبات الدراسية والمهارات والتجربة والتكوين ، فيمكن تنظيم معارض أبواب مفتوحة يستدعى فيها المهنيون ، التلاميذ، أولياء التلاميذ،...... الخ.
مراحل الاعلام في المسارات الدراسية :
* مرحلـة التعليم المتوسط :إن الهدف من الإعلام في هذه المرحلة ،يتمثل في مساعدة التلميذ على التكيف مع المحيط الجديد الذي يمنح فيه للتلميذ استقلالية نسبية ، ويعتمد فيه على طرق عمل جديدة ، تجعل من هذا المحيط محيطا شبيها بعالم الراشدين ، حيث يجب على التلميذ أن يتعلم ويعرف بنفسه ويكتشف ميوله وقدراته، وأن يتساءل ويستفسر عن ذاته ويكتشف محيطه المباشر، وهي أمور ينبغي أن تبنى تدريجيا خلال هذه المرحلة، كما أن هذه المرحلة تعد تحولا هاما في مسار التلميذ ، فأكبر إختلاف بين الإكمالي والإبتدائي ، يكمن في ازدياد عدد الأساتذة في القسم الواحد ، إذ لم يعد هناك معلم واحد أو معلمان فقط يدرسانه ويتكفلان بكل شؤونه الدراسية و يقررون مسيرته الدراسية ...
- في السنة الأولى متوسط:
يقدم مستشار التوجيه في بداية السنة الدراسية معلومات مفصلة ودقيقة عن نظام التعليم المتوسط ، ومختلف المواد المدرسة، وتعدد الأساتذة ، النظام الداخلي للمؤسسة ، نظام التقويم ، كيفية حساب المعدل ، التأطير الإداري والبيداغوجي ، مجالس الأقسام ...الخ ويحث التلميذ على الاستعلام الذاتي ، لأنه سيهتم طيلة السنة بأشياء أخرى غير تلك التي تلقاها في المدرسة الابتدائية، ويطلع على الجرائد ويستمع للأخبار في الإذاعة والتلفزيون... كما يرشد المستشار التلميذ إلى أساليب
تنظيم عمله ، وضع خطة ، كيفية المراجعة ، كيفية التحضير ، كيفية البحث ......
- كما يرشده إلى كيفية استغلال الساعات الشاغرة بين الحصص أو أوقات الفراغ.
- ويساعده على معرفة متطلبات وطرق عمل كل أستاذ، تنظيم الكراس، إنجاز الوظائف المنزلية، المشاركة في القسم ، الانضباط والسلوك ....الخ
- كما يبين له مستشار التوجيه أهمية هذه المرحلة ( التعليم المتوسط) وأهمية هذه السنة في تحقيق توجيه سليم يتلائم وقدراته ورغباته..
- في السنة الرابعة متوسط :
تعتبر سنة حاسمة بالنسبة للتلميذ، وهي أخر سنة في هذه المرحلة ، حيث يبدأ التلميذ في تصور مشاريع مستقبلية ، ويتخيل المجالات المهنية التي يمكنه ممارستها ، والمسارات التكوينية ، لهذا فإن مستشار التوجيه يقدم الإعلام لتلاميذ هذه السنة في ثلاثة (03 ) فترات:
- الفترة الأولى وتكون في بداية السنة الدراسية ، حيث يبين لهم مستشار التوجيه أهمية هذه السنة التي هم فيها ، وأهمية الامتحان المقبلين عليه وكيفية تنظيمه ، وكيفية التحضير له ، وعملية التصحيح ودور مراكز التصحيح...
كما يعرفهم بأهمية الجذوع المشتركة التي يوجهون اليها في الثانوية ، وتعريفهم بها من حيث المواد والمعاملات والتوقيت ، والشعب المتفرعة عنها.
- أما في الفترة الثانية فيشرح لهم كيفية حساب معدل مجموعات التوجيه ، معدل الإنتقال ، أي إجراءات القبول والتوجيه في السنة الأولى ثانوي وأساليب ومعايير التوجيه ، وعلى ماذا يعتمد مستشار التوجيه والمجلس لاقتراح التوجيه، كما يتم تعريفهم بالجالس التي يتم فيها اتخاذ قرارات التوجيه ، وأعضاء هذه المجالس ودور كل عضو فيها.
كما يوضح مستشار التوجيه دور مجالس الطعون ، وكيفية تقديم الطعن والحالات التي يمكن للتلميذ أن يطعن فيها في قرارات مجالس القبول والتوجيه ...الخ
- أما في الفترة الثالثة والتي تكون تقريبا في نهاية السنة الدراسية ، فيقوم مستشار التوجيه بشرح المنافذ والتكوينات المهنية التي يمكن للتلميذ في هذا المستوى الإلتحاق بها.
- في مرحلـة الثانـويـة :
إن الهدف من الإعلام هذه المرحلة هو الوصول بالتلميذ إلى المثابرة والأداء الجيد خلال السنوات الثلاث من التعليم الثانوي ، بعد أن يختار الجذع الذي وجه إليه ، والشعبة التي وجه إليها بعد السنة الأولى ثانوي ، والدخول إلى الثانوية يعني التحضير لشهادة البكالوريا.
- في السنة الأولى ثانوي :
إن هذه السنة بالنسبة للتلميذ تمثل مرحلة جد هامه في تكوين لمستقبله الدراسي والمهني لسببين همـا :
إقباله في نهاية السنة الأولى ثانوي على اختيار تخصص يلائم مؤهلاته الفعلية.
إن اختياره سيحدد شعبة البكالوريا التي سيمتحن فيها ، وبالتالي التخصصات التي يمكنه الإلتحاق بها في التعليم العالي أو في التكوين المهني.
لهذا فدور المستشار هو أن يقدم له الإعلام في ثلاثة (03) فترات طول السنة ، هذا إلى جانب زيارة المستشار في مكتبه عند الحاجة ، وزيارة خلية الإعلام والتوثيق الموجودة بالمكتبة.
- الفترة الأولى تكون في بداية السنة الدراسية، حيث يشرح فيها المستشار أهمية هذا الجذع الذي يدرس فيه ، والماد ومواقيتها ومعاملاتها ، الشعب المتفرعة عن هذا الجذع المشترك، مهام مستشار التوجيه ، مهام الأستاذ الرئيسي للقسم ، نظام التقييم ، نظام الدراسة في الثانوية ...
- أما الفترة الثانية فيوضح مستشار التوجيه للتلاميذ كيفية حساب معدلات مجموعات التوجيه ، وما هي المواد المعتمدة في التوجيه لكل شعبة من الشعب المتفرعة عن الجذع المشترك الذي يدرسون فيه ، كذلك إجراءات القبول ومعايير وأساليب التوجيه ، مجلس القبول والتوجيه في السنة الثانية ثانوي ،أعضاؤه ودور كل منهم، مهام المجلس والكيفية التي يتم من خلالها اتخاذ قرارات التوجيه ، كذلك حالات الطعن ، كيفية دراسة الطعون....
- أما الفترة الثالثة فيشرح فيها المستشار ، المنافذ و التكوينات المهنية الملائمة للمستوى الذي هم فيه.
- في السنـة الثالثـة ثانـوي:
تعد هذه السنة أخر سنة من التعليم الثانوي ، فيكون اهتمام التلميذ منصب حول شهادة البكالوريا ، فمستشار التوجيه خلال هذه السنة يقوم بتحضير التلميذ نفسيا لاجتياز هذا الإمتحان في أحسن الظروف، بحيث يعرف التلميذ بطبيعة امتحان شهادة البكالوريا وكيفية تنظيم هذا الإمتحان ( المواد،المواقيت، المعاملات ، المواضيع، التصحيح ، الملاحظات ، إعلان النتائج.......الخ ).
وفي الحصة الثانية يبين للتلميذ كيفية اختيار التخصصات وإجراءات التسجيل في الجامعة ، أي التكوينات والمنافذ المهنية الجامعية لكل شعبة ، كذلك تزويد التلميذ بعناوين مراكز التكوين المهني ..
كما يتخلل هذه الفترات بعض اللقاءات يكون الغرض منها الدعم النفسي و المعنوي للتلاميذ ، وتنظم هذه اللقاءات مع أفواج صغيرة وتكون هناك مناقشات بين التلاميذ يلعب فيها المستشار دور الموجه، ويتبادل التلاميذ الآراء حول كيفية سير الإمتحان والصعوبات التي تعترضهم في سبيل الوصول الى التفوق والنجاح
التوجيه المهني
يقصد بالتوجيه المهني كافة الإجراءات التي يتم تنفيذها من أجل مساعدة الشخص على اختيار مهنة معينة والإستعداد لها. ويتضمن ذلك تقديم معلومات كافية عن المهن من حيث طبيعتها ومتطلباتها وظروفها وتقييم ميول الفرد وقدراته باستخدام اختبارات مصممة لهذه الغايات.وتنفّذ خدمات التوجيه والإرشاد المهني في جلسات فردية أو جماعية. وأداة التوجيه المهني الرئيسة هي المقابلة، ومن خلالها يتم جمع المعلومات عن الخصائص الشخصية للفرد والمشكلات التي يواجهها وتزويده بالمعلومات الضرورية عن الأعمال الممكنة ومتطلباتها وفرص التدريب المهني المتوفرة.
ويتواصل اختصاصيو التوجيه المهني بشكل فاعل مع الجهات ذات العلاقة بالقوى العاملة والتعليم المهني في المجتمع من أجل فهم احتياجات السوق المحلية وإمكانات التدريب والتشغيل. ويوظف هؤلاء الاختصاصيون مصادر المعلومات المتنوعة المتوفرة لتقديم الخدمات للمتدربين وتشمل كذلك أدلّة التصنيف المهني وأقسام الاستخدام وإعلانات الصحف ، الخ.
تابع كل ما يخص مسابقة مستشار التوجيه والارشاد المدرسي والمهني من هنا